22 - 06 - 2024

تباريح | هل ينتظر مرسي حربا أهلية؟!

تباريح | هل ينتظر مرسي حربا أهلية؟!

(أرشيف المشهد)

29-11-2012 | 17:42

أكتب هذه المرة للعقلاء وليس للمهووسين .. لمن يرون مصر درة تاج الشرق ، وليس لمن يرونها مطية يجب أن يركبوها وصولا لمخططات خبيثة تصاغ في أقبية المخابرات الأمريكية والإسرائيلية  ، لمن ثاروا ليعيدوها منارة للعالم وليس لمن التحقوا بالثورة ليفرضوا عليها نهج طالبان ، أكتب ناصحا ، رغم كوني لا أحب تنصيب نفسي على "منصة نصح" ، ورغم كون من يمسكون  برقاب البلاد"لايحبون الناصحين".

منذ اليوم الأول قلت على شاشة "الجزيرة": إن نجاح مرسي سيكون بقدر ابتعاده عن "عباءة الإخوان" فالرجل انتخبه المصريون وليس جماعته وحدها ، لكنه قبل أن يكون "ممسحة" للجماعة ، تصفي به ثاراتها القديمة وتستعديه على خصومها وتقدم له القرارات جاهزة يوقعها حتى دون أن يقرأها.

كنت أثق في وعي مرسي ، لكن العقل الباطن - الذي ليس فيه شيء من شخص صاحبه ، بل كله من تكوين جماعة مهووسة بالحكم – هو من يحركه، وفي سبيل هوسها لاتتورع الجماعة عن تقديم أعضائها ، بل وتقديم مصر كلها ، وقودا للشهوات والمطامع باسم الله ، والله عز وجل براء من ادعاءاتهم ، ومن نزواتهم.

هناك قاعدة فقهية تقول: إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، لكن الجماعة ورئيسها ومرشدها وعددا ليس قليلا من قياداتها يسيرون في عكس اتجاه هذه القاعدة التي صاغها فقهاء الإسلام واجتمعوا عليها على مر العصور ، ولا أدري إلى أي اتجاه كان الوضع سيؤول لو كان الشيخ محمد الغزالي - أو حتى  لو كان مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا نفسه - حيا ، حسب رأيي المتواضع كان أي من الرجلين سيحثو التراب في وجوه قيادات الجماعة الحاليين وهو يصرخ ناظرا في عيونهم " لستم إخوانا" وربما أضاف إليها عبارة " ولستم مسلمين".

مامعنى أن تلغي جماعة الإخوان مظاهرة عند جامعة القاهرة الثلاثاء الماضي"درءا للمفسدة" وخوفا من إراقة دماء ، ثم يزين لهم شيطانهم إقامتها في ميدان التحرير؟ حيث يحتشد عشرات الآلاف في اعتصام مفتوح به يضم كل الحركات والتيارات المناهضة لمرسي وجماعته والملتحقين بهما .. من صور لهم أن الثوار الحقيقيين الذين يعرفون رمزية الميدان سيقومون بإخلائه ، ويسلمون مفاتيحه ببساطة لاتجاه يعارض توجهاتهم وطموحاتهم ، بل ويعارض طموحات الثورة ذاتها. ولما أدركوا أن ذلك ضرب من الجنون تراجعوا.

وما معنى أن يمنح الإعلان الدستوري المرفوض من أغلب القوى السياسية المعارضة مهلة شهرين للانتهاء من الدستور ثم يتم تمريره في يومين ، ولا تلق الجمعية التأسيسية بالا لانسحاب 43 عضوا من إجمالي مئة عضو فيها ، ثم تشطب 11 منهم وتعين آخرين بدلاء لإكمال النصاب .

أليس ذلك محاولة لاختطاف مصر ولو بالقوة؟

ماذا ينتظر مرسي بعد أن تبين له غضب الناس ضده وضد حزبه وجماعته ، فأحرقت مقارا للحرية والعدالة وجرت محاولات لاقتحام مقار أخرى وأصبحت حراسات مقر الحزب الذي يفترض أنه يحكم باسم الشعب أشبه بحراسات مقرات الشرطة . أليس الرئيس المنتخب مسؤولا عن كل نقطة دم تراق أم أن مسؤوليته تنحصر في دماء الإخوان والسلفيين.

هل لعب أحد في أدمغة الرئيس وحزبه وجماعته باستنساخ نفس سيناريو السودان ، وشق البلد نصفين لإنشاء دولة إسلامية خالصة؟ أليست تلك مخططات أمريكا وإسرائيل منذ زمن بعيد؟ وما معنى تحركات الأسبوع الأخير إلا ذلك الخيار الكابوسي البائس؟

اتقوا الله في مصر فهي أكبر منكم ومن جماعتكم ومن شبقكم إلى الحكم منفردين .. ولا تكونوا مثل "الدبة التي قتلت صاحبها".

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان